||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 318- (خلق لكم ما في الأرض جميعاً) 6 عمران البلاد بتفويض الاراضي للناس ونهوضها

 26- (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه)2 الحقائق التاريخية والفضائل والمصائب في مقياس علم الرجال

 396- فائدة كلاميّة: وجوه حل التنافي بين كون الإنسان مغفورًا له وبين تسليط العذاب عليه

 كونوا قِمَماً واصنعوا القِمَم

 مفهوم الهِرمينوطيقا ومدركاتها

 306- الاهتداء إلى سُبُل السَّلام والصراط المستقيم

 296- الفوائد الأصولية (الحكومة (6))

 31- موقع (يوم الجمعة) في نهر الزمن

 56- (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)2 معادلة (الإخلاص) و(الشرك) في دعوة رب الأرباب

 9- فائدة حَكَمية عقائدية: مناشئ حكم العقل بالقبح



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23700014

  • التاريخ : 28/03/2024 - 18:45

 
 
  • القسم : قاعدة الالزام(1432-1433هـ) .

        • الموضوع : 106- بداية التحقيق النهائي على ضوء روايات الالزام 1ـ رواية علي ابن ابي حمزه عن الامام الرضا(ع) ـ الالزام دائر مدار (الالتزام) فهو شخصي لانوعي .

106- بداية التحقيق النهائي على ضوء روايات الالزام 1ـ رواية علي ابن ابي حمزه عن الامام الرضا(ع) ـ الالزام دائر مدار (الالتزام) فهو شخصي لانوعي
الاثنين 22 جمادي الثاني 1433هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
كان الحديث حول قاعدة الالزام وان مفادها هل هو الرخصة او العزيمة ؟هذه مسألة , ثم ذكرنا هل قاعدة الالزام من الاحكام اللابدية كما ارتضى ذلك السيد الوالد في ( الفقه ) ام هي من الاحكام الظاهرية كما ذهب اليه السيد الحكيم في مستمسكه ؟ ام هي من الاحكام الواقعية الثانوية كما ذهب اليه المرحوم الشيخ الحلي ؟ هذه اقوال ثلاث .وهناك بحث اخر, وهو هل ان قاعدة الالزام هي من الاحكام الولائية؟ على خلاف ما ذكرناه من الاحكام السابقة , أي : هي ليست من الاحكام الظاهرية , ولا من الاحكام الواقعية الثانوية , ولا من الاحكام اللابدية .
وسنتطرق للاجابة عن كل ذلك على ضوء ذكر الروايات المتعلقة بهذه المسائل , رواية بعد رواية , حيث ستكون الاجابة من خلال استنطاقها وذلك لتحصيل الثمرة العملية المتواخاة للخروج بالمحصلة النهائية لكل ذلك .
اما الروايات الواردة في ذلك : الرواية الاولى : وهي رواية علي بن ابي حمزة " انه سأل ابا الحسن عليه السلام عن المطلقة على غير السنة أ يتزوجها الرجل ؟ فقال عليه السلام : الزموه من ذلك ما الزموهم انفسهم وتزوجوهن فلا بأس بذلك "
ونتوقف عند هذه الرواية لبيان الاستنباط النهائي المتصور في المقام على ضوء ما ذكرناه سابقا من بحوث ومقدمات، مع بعض التحقيقات المكملة .
وهنا مسائل : المسألة الاولى : ان المستظهر من هذه الرواية هو ان الالزام دائر مدار (الالتزام) و(الاختيار) أي اختيار الشخص نفسه , فالتخيير ابتدائي، والحكم الوضعي تابع للاختيار والالتزام .
شبهة في المقام : وهنا شبهة قوية في المقام وهي انه كيف يكون الحكم الوضعي تابعاً للالتزام ؟ حيث ان هذه الاحكام أي الوضعية اما ان تكون موجودة واما ان تكون معدومة , فالطهارة اما موجودة او لا , وكذا النجاسة , ولكن وعلى ما ذكر ,أي : من ان الحكم الوضعي معلق على التزام الشخص واختياره , فان هذا ليس بمعقول , فلا يصح بناءا على ذلك ان يقال : بان " الزموهم بما الزموا به انفسهم " تابعة لالتزام الشخص نفسه , فان التزم تبعا لدينه بان الطلاق ثلاثا صحيح مثلا تكون زوجته بائنة منه,  وهذا حكم وضعي، واما ان التزم بان طلاقه باطل فهي باقية على زوجيته وليست ببائنة .
رأينا بقاعدة الالزام :ومنتخبنا في قاعدة الالزام انها شخصية من حيث (الالتزام) وليست بنوعية ,
وهنا لا ينبغي ان يحدث خلط بين ما ذكرناه هنا وما ذكرناه سابقا , فقد اشرنا في مبحث الحكم اللابدي الى ان قاعدة الالزام هل هي شخصية او نوعية ؟ حيث فككنا بين عنوانين , الاول: هل هي شخصية او نوعية من حيث المصلحة او المفسدة ؟ والمختار عندنا هو انها نوعية من هذه الحيثية وهذا عنوان اول ,  الثاني: هل هي شخصية او نوعية من حيث الالتزام وعدمه ؟ والمختار انها شخصية من حيث الالتزام لا انها نوعية .
البرهان على ذلك :اننا لو نظرنا في الرواية لوجدنا انها تقول : " الزموهم من ذلك ما الزموه انفسهم "
فانها علقت الزامنا اياهم بما الزموا به انفسهم , وضمير الجمع في ( ما الزموه انفسهم )  ينحل الى الافراد,  فان كل فرد التزم بدينه فانه يلزم لصدق انه الزم نفسه عليه وإلا فلا؛ لعدم الصدق فلا يترتب الحكم .
توضيح ذلك : ان وصف الجمع بصفة عامة رغم كون بعض الافراد غير متصفين بتلك الصفة صحيح ؛ لكنه مجاز من باب الغلبة, فكما انك تقول مثلا: ( قوم بني عامر شجعان ) , فبالرغم من انه يوجد بينهم البعض القليل من الجبناء , ولكن وصفهم بهذه الصفة صحيح لوجود الغلبة وهي العلاقة المصححة لوصفهم اجمعهم بذلك , ولكن عندما نأتي الى نفس الفرد الجبان فانه لا يصح ان نصفه بالشجاعة .
وكذلك في مثال اخر لو قلت : ( اكرموهم ان اكرموكم وقاتلوهم ان قاتلوكم ) , فان ( اكرموهم ) تنحل الى كل فرد فرد , ولكن بشرط (ان اكرموكم) وهذه الجملة  كذلك تنحل الى الافراد , فلو ان فردا منهم لم يكرمنا حقيقة فهو ليس بموضوع لهذا المحمول( اكرموهم) ,اي: اذ ليس ممن اكرمونا والنسبة للجميع كما سبق مجاز[1]. تطبيق الكلام على  رواية قاعدة الالزام :والكلام هو الكلام في روايتنا , فان بعضهم قد لا يلتزم بدينه في مسالة خاصة بل قد يدين بدين الحق فيها فلا يشمله ( الزموهم ) اذ عندما نأتي الى التطبيق المصداقي على الافراد بالحمل الشايع الصناعي , فنجد فردا مخالفا لذلك ولم يلتزم بدينه فانه لا يكون مصداقاً لـ ( الزموه انفسهم ) , ومعه فلا يشمله الحكم الزموهم .
والنتيجة من كل ذلك : ان التخيير ابتدائي في القاعدة , ومعه فلو ان العامي التزم بصحة طلاقه – الباطل عندنا- لبانت زوجته منه، وإلا – بان اعتقد ببطلانه؛ لتمامية ادلة الامامية لديه على البطلان مثلاً - لم تبن وبقيت على زوجيته .ومن هنا يتبين ان الحكم الوضعي وهي كونها ( زوجته )او ( ليست بزوجته ) هذا الحكم تابع لانتخابه واختياره .
كبرى الدليل : وهنا نتساءل حول ادعاء من قال بان الحكم الوضعي لا يتبعض ؟ ! ومن قال انه لا يكون إلا موحداً بحق كافة المكلفين ؟ اذ الحق ان الامر بخلافه ؛ فان الحكم الوضعي – وبالتحليل العلمي – تارة يكون مجعولا بالاستقلال , وتارة يكون منتزعا من الاحكام وذلك بحسب ما انتخبناه تبعاً للاخوند، وهو على خلاف رأي الشيخ , حيث يرى ان الحكم الوضعي منتزع من الاحكام فقط ولكنا نرى – تبعا للاخوند – ان الحكم الوضعي على ثلاثة اقسام , وكما فصلناه سابقا ,فهناك المجعول بالاستقلال كالقضاوة , وهناك المجعول تبعا لجعل التكليف , وعليه فاذا كان تكليفك مختلفا عن تكليف شخص اخر  وقلنا بان الحكم الوضعي  منتزع من التكليفي كما هو رأي الشيخ مطلقا او على رأي غيره في بعض الصور , فسيكون الحكم الوضعي على ذلك لاحدهم مختلفا عن الاخر لانه معلول وتبع لحكم التكليفي هذه هي الكبرى الكلية في المقام , وللكلام تتمة وصلى الله على محمد اله الطاهرين...
فائدة واشارة مهمة الى مناهج البحث :وفي هذه الاشارة نذكر اننا نركز في بحثنا على مسألة المنهجة والمناهج , سواء كان ذلك في البحوث العقلية ام الاصولية ؛ لان سلامة المنهج ومتانته هي التي توصل الى المطلوب بشكل اكثر اكتمالا وتكاملا , وإلا سنقع في الخطأ او سيكون الايصال الى مستويات ادنى وبثمار اقل وبزمن اكثر , حيث توجد مناهج مختلفة في البحث , وكما لا يخفى فان لكل منهج حسناته ولكن بالتفاضل  بينها نذكر المبنى المتصور في رأينا وهو الانجع للوصول الى الغاية مع ملاحظة ان هذا لا يؤدي الى تسقيط المنهج الاخر والغائه من خلال نقده , بل مقصودنا هو النقد البناء الذي يؤدي بمحصله الى رفع مستوى البحث في حوزاتنا , فاننا عندنا نذكر في البحث الاصولي رأي الميرزا ثم نشكل عليه بعدة اشكالات مثلا بما يظهر عدم صحته وتماميته في مسألة معينة , فان هذا ليس تسقيطا لشخص الميرزا نفسه وانما هو مقتضى طبيعة البحث العلمي الذي يروم الوصول الى الحقيقة على حسب هذا المنهج او ذاك , ولذا فان نقد منهج معين لا يعني نقد الشخص المتبني له فان له احترامه ومكانته العلمية ,وهو في مقابل ذلك وعلى منهجه له الادلة والاستدلالات ونقاط القوة الدالة على مبناه ,
ولكن المنهج المرجح – وباجمال –  والذي لابد من تقويته في حوزاتنا العلمية الشريفة وخاصة بالنجف الاشرف , هو منهج الشيخ الانصاري (رحمه الله) والذي التزم به في المكاسب والرسائل , حيث نرى ان هذا المنهج هو الذي يسبب وبقوة تنمية ملكة الاجتهاد عند الطالب ويصنع منه مجتهدا من الطراز الرفيع ,  نعم ان المنهج الاخر قد يصنع مجتهدا ولكن بمستوى ادنى .
منهج الشيخ في مكاسبه ورسائله :وقد اعتمد الشيخ الانصاري على منهج معين , وهو اخذ الطالب بكر وفر على المطالب العلمية , فهو لا يعطي النتائج جاهزة وبخطوة واحدة , حيث انه يذكر رأيا وبعد ذلك يرده ثم يذكر الرد على الرد الاخير وهكذا , ومن خلال ذلك كله فانه يستفز قوى الطالب الذهنية والفكرية  ليكون مفكرا ومجتهدا ,
واما المنهج الاخر , فهو الذي اتبعه الشيخ المظفر (قده) في اصوله ومنطقه وهو منهج محترم وله فوائد عديدة وذو قيمة علمية إلا انه يختلف عن المنهج الاول وكما يقال فان الاول هو منهج الشبكة والثاني هو منهج السمكة[2] , فان منهج الشيخ لمظفر هو المنهج الذي يعطيك النتيجة باسهل الطرق, أي : يعطيك ( السمكة ) والثمرة , ولكن المنهج الاول للشيخ الانصاري هو الذي يعمل على اعطائك الشبكة ويعلمك كيفية الاصطياد باجتهاد ومثابرة , وفرق بين المنهجين , نعم , فالشخص الذي يستعجل في قطف الثمار ويريد ان يقتصر على قدر معين من العلم فمنهج الشيخ المظفر هو الافضل , واما الذي يبحث عن تنمية ملكة الاجتهاد والعمق والتحقيق والتدقيق فلابد ان يسير خلف المنهج الاول , ولذا فعلى الطالب ان لا يستعجل لتحصيل نتائج وثمار البحث والمسألة فانه لابد من الدخول والولوج في ميدان الفكر والتدبر والتحليل لتنمو الملكة اكثر فاكثر , وبعد ذلك فانك لو وضعت هذا الشخص في أي مكان فانه قادر على الاستنباط من خلال ملكة الاستنباط الفكرية والعلمية العميقة المتوافرة لديه .  
حادثة لطيفة : وهنا نذكر حادثة لطيفة وهي ان الميرزا الشيرازي الكبير هاجر الى النجف الاشرف , وكان الميرزا اية في الذكاء ويمتاز بقوة الحافظة وينقل عنه انه كان يقرأ الصفة الكاملة مرة واحدة فيحفظها عن ظهر قلب وكان مجدا كثيرا وقبل مجيئه الى النجف فانه قد اطلع على مختلف حوزات ايران وبعد مجيئه جالس العديد من العلماء,  ولكنه خرج بانطباع ليس ايجابيا عن مستوى العمق العلمي و الدرس والبحث, ولذا قرر العودة الى دياره مرة اخرى , ولكن بعض اهل العلم والخبرة وجدوا ان في مغادرة هكذا شخص خسارة كبيرة , خاصة مع ما يحمله من ذلك الانطباع غير الجيد , ولذا كلموا الشيخ الاعظم الانصاري، حول ذلك حتى يعمل على ابقائه بالنجف الاشرف , فتقرر عقد اللقاء بينهما .
وهنا جرت مناظرة علمية بين الميرزا والشيخ حيث طرح الشيخ الانصاري مسألة علمية على الميرزا الشيرازي وذكر من الادلة عليها ما متّن بذلك مطلبه والذي ادى الى انقطاع الميرزا عن اجابته ومجاراته في ذلك,  ثم بعد ذلك قال الشيخ : ان ما بينته من ادلة يرد عليها كذا وكذا وهكذا والميرزا سلم مرة اخرى بذلك ولكن باتجاه معاكس للاول , وبعد ذلك رجع الشيخ فهدم ما بناه اخيرا مرة اخرى بايرادات واشكالات لطيفة حتى تكرر الكر والفر على تلك المطالب من الشيخ عدة مرات, وبعد ذلك وصلت قناعة الميرزا الى ان هناك بحرا من العلم والمعرفة لابد من الوقوف على ساحله واغتراف العلوم منه,  ولذا قرر الميرزا التتلمذ على يد الشيخ الاعظم ثم اصبح بعد ذلك المرجع الاعلى بارجاع الشيخ الاعظم اليه .
والخلاصة : ان هناك منهجين منهج الشيخ ومنهج بموازاة منهج الشيخ، ولا شك ان المنهج الاخر مفيد ولكنه يعطيك المعلومة المنتظمة وبسرعة، ولكنه لا يدفعك الى الحيرة التي تستثير عقلك و لا يمتلك غناء ووفرة المادة العلمية والاخذ والرد والكر والفر الذي يتميز به منهج الشيخ الانصاري, ولذا فلو اراد الطالب ان يحصل على النتائج جاهزة وحاضرة فاصول المظفر وما اشبه من بعض الكتب المتأخرة والتي بنيت على هذا المنهج كافية في المقام ,
ولكن الانسان لو اراد ان ينمي ملكة الاجتهاد حقا فعليه بمنهج الشيخ ( منهج الشبكة ) , ولعل البعض يفضل الجمع بين المنهجين فاحدهما يكمل الاخر وهذا مما لا مانع فيه , فالحوزة ينبغي ان تكون حافلة بالمتنوعات وبوجود مناهج مختلفة ,والتعدد اية الاغناء والابداع .
 وهنا نشير الى ان الاجتهاد هو استفراغ الوسع ولذا فانه لمن تدبر فيه حقا فان تحصيله ليس سهلا ولعل الوقوف عند رواية واحدة تقتضي من الانسان ان يفكر سنتين او ثلاث حولها , والدليل على ذلك قاعدة ( لا ضرر ) مثلا , فان بعض فقهائنا كتب مجلدا كاملا فيها مثل السيد العم وكذا السيد السيستاني(دام ظلهما ) واذا رجعنا الى الرواية وهي ( لا ضرر ولا ضرار في الاسلام )نجد ان كلماتها محدودة ولكن الاجتهاد والملكة المعمقة هي التي دعت الى هكذا نوع من الدراية العميقة والدراسة المستوعبة حتى كتب ما كتب وهذا هو الاجتهاد حقا .
وفي رأينا فان الكلام في قاعدة الالزام كذلك وهي من القواعد المظلومة – ككثير من القواعد الاخرى – ولعل الرواية الواحدة الواردة فيها تستدعي مجلدا كاملا فكيف والحال انه تتوفر مجموعة من الروايات تدل عليها , ولذا فاننا نرى وبصورة مبدئية اننا لو ادرنا ان نعطي هذه القاعدة جقها من البحث فعلى الاقل نحتاج الى اربع مجلدات ضخمة. والخلاصة : ان على الانسان ان يتدبر ويتعمق ويتوغل في الايات والروايات في البحث الفقهي والاصولي – وهو مورد كلامنا – , ثم انه لو اصبحت هذه الملكة راسخة وخلال عدة سنوات من بدايتها ونموها ثم تكاملها فانه بعد ذلك لو وضعت ذلك الشخص وبذلك الفكر الناضج والمنهج المعمق في اي حقل معرفي او علمي فانه يستطيع ان يلج وبعمق لفقه آية اية او رواية , و الذي نقوله : ان المناهج مختلفة والابواب مفتوحة وقوة الحوزة بتعدد الاجتهادات لا الانحصار بلون واحد في ذلك , كما ان منهج الشيخ في الرسائل والمكاسب لو اعملت في الفقه كله لاحتجنا لعله الى  الف مجلد , والمكاسب طبعا لا يعطيك المعلومة في كل الفقه من اوله الى اخره , نعم الجواهر يفعل ذلك تقريبا , ولكن المكاسب والرسائل هما من يعطيك المنهج وقوة الاستنباط لتكون كصاحب الجواهر في جواهره , فتستطيع ان تستنبط في كل ابواب الفقه , هذا اجمال ما اردنا بيانه حول جانب المناهج المتوافرة في حوزاتنا العلمية المباركة الشريفة صانها الله من كل مكروه
 
[1] والكلام بمقتضى القاعدة الاولية
[2] اشارة للمثل المعروف: ( اعطني شبكة ولا تعطني سمكة)

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاثنين 22 جمادي الثاني 1433هـ  ||  القرّاء : 3989



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net