||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 35- (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا) محورية الإنسان في التشريعات الإلهية

 الأمانة وموقعها في العلاقة بين الدولة والشعب (1)

 253- العفو والمغفرة وإشراك الناس في صناعة القرار وتأثير مقاصد الشريعة في قاعدة دوران الامر بين التعيين والتخيير

 98- من فقه الحديث: شرح موجز لرواية رضوية (عليه الاف التحية والثناء) عن الله تعالى

 السيدة نرجس عليها السلام مدرسة الاجيال

 305- الفوائد الأصولية: حجية الاحتمال (1)

 301- الفوائد الأصولية (الحكومة (11))

 228- مباحث الاصول (الواجب النفسي والغيري) (3)

 351- ان الانسان لفي خسر (9) فريق الخاسرين و فريق الرابحين

 لماذا لم يصرح باسم الامام علي عليه السلام في القران الكريم



 الحسين المحمول عليه السلام على أجنحة الملائكة صريع على أرض كربلاء

 الإِمَامُ الحُسَينُ خَليفَةُ اللهِ وَإِمَامُ الأُمَّةِ

 تعلَّمتُ مِن الإِمامِ.. شرعِيَّةُ السُّلطةِ

 اقتران العلم بالعمل



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 310- الفوائد الأصولية: القصد (1)

 قسوة القلب

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة



  • الأقسام : 94

  • المواضيع : 4582

  • التصفحات : 31922867

  • التاريخ :

 
 
  • القسم : محاضرات في التفسير .

        • الموضوع : 023- {اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} (2) هل نصدق كرامات العلماء؟ ومتى نصدق الوعود الانتخابية؟ .

023- {اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} (2) هل نصدق كرامات العلماء؟ ومتى نصدق الوعود الانتخابية؟
الإثنين 22 ربيع الأول 1447هـ



  

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة على سيدنا محمد وأهل بيته الطاهرين، سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولاقوه إلا بالله العلي العظيم.

هل نصدّق الكرامات المتداولة؟

وهل نصدّق الوعود الانتخابية؟

(2)

قال الله العظيم في كتابه الكريم: Pاسْتِكْباراً فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الْأَوَّلينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْديلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْويلاًO[1].

المـُحتالون الذين يتاجرون بالدِّين، والذين يركبون أمواجَ السياسة

في الدُّنيا، وفي مختلف بقاعِها، يوجدُ سوقان يُشكّلان أكبر الخطر على الإنسانية والبشريّة، وهذان السوقان، الغريب فيهما، أنَّهما يُهيمنان على جميع الأسواق الأُخرى المعهودة، كـأسواقِ البزّازين، والحنّاطين، والحدّادين، والصّاغة، وسوق البورصة، والأقمشة... إلخ.

وهذان السوقان هما:

أ- سوق المـُحتالين الذين يتّخذون المبادئ مطيّة، والأديان والقِيَم وسيلةً إلى استغفال الناس، والهيمنة عليهم، والسيطرة على مقدَّراتهم، وللاستحواذ - بشتى الألوان الماكرة - على أموالِهم، وعلى قراراتهم، وحتّى على حياتهم العائليّة.

ب- وسوق المحتالين الذين يركبون أمواج السياسة، ويتّخذون العمل السياسي، والحزبي، والبرلماني، والحكومي، ومطلق ألوان السُّلطة، كآليّةٍ مضمونةٍ لامتصاص دماء المحرومين وثرواتِ البلاد، ومصادرة حقوقِ الآخرين، وإقصاءِ الآخر، والاستفراد بالسُّلطة، وعبر طرقٍ شتّى، منها: المحاصصات، ومنها المناقصات، ومنها التحالفات المشبوهة مع جهات دولية أو إقليمية.

والغريب أنَّ هذين السوقين يلقيان رواجاً مذهلًا في جميع أرجاء العالم، وفي البلاد الديمقراطيّة والاستبداديّة على حدٍّ سواء.

جمهور البسطاء، هم رواد أسواق المحتالين!

ولكن، ما كان من الممكن لتجّارِ هذين السوقين الماكِرِين أن يحصلوا على تلك الأرباح الوفيرة، والسلطات المذهلة، لولا أنْ وجدوا جمهوراً عريضاً من البُسطاء، والسُّذَّج، بل والمغفَّلين، الذين تنطلي عليهم ألوان المكر، وتسحرُ أعينهم، وقلوبهم، وعقولهم، عدّةُ السَّحرة: سحرة السياسة الانتهازيّين، وسحرة الأديان الدجَّالين.

وبينما تشكِّل إحدى أهمّ أسلحة سحرة الأديان: الكرامات الزائفة... تشكّل إحدى أهمِّ أسلحة سحرة السُّلطة والرِّياسة: الوعود المعسولة الكاذبة، والأحلام الذهبيّة المسوَّقة بمكر ودهاء.

وكمدخلٍ للبحث، لنتوقّف قليلاً عند القصة الرمزية التالية:

قصة اللص الذي مسخ إلى حمار ثم عاد إنساناً!

فقد نُقل أنّ لِصّين محتالين شاهدا شخصاً ساذجاً يحمل يومياً على حمار له البقول والخضروات والفواكه التي يزرعها خلف منزله في مزرعته، إلى سوقِ البلدة المجاورة، ليبيعها ثم ليرجع من نفس الطريق.

ففكّرا في حيلةٍ سهلةٍ بسيطةٍ لسرقةِ حماره.

وكان ذلك الفلّاح البسيط يُمسك بيده حبلاً، يضع طرفه الآخر في عنق الحمار، فيمشي خلفه في المساحة الواسعة التي تفصل بين مزرعته وبين سوق المنطقة الأخرى.. فتعقّباه يوماً، حتى إذا وصل إلى منطقةٍ خاليةٍ من المارّة، وحتى إذا أحرزا منه غفلةً، تقدّم أحدهما بهدوء، وحلّ الحبلَ من عنق الحمار، ووضعه في عنقه هو، واستمرّ يمشي خلف القروي... وأخذ الآخرُ الحمارَ وفرّ به ثم باعه في السوق.

وعندما وصل القروي إلى البلدة الأخرى، والتفت خلفه، صُدِم إذ شاهد رجلاً يحيط بعنقه الحبل بدل حماره!!

فسأله مدهوشاً: من أنت؟ وكيف وقع حبلي في عنقك؟ وأين حماري؟

فقال اللصّ الماكر: قصتي غريبة حقاً! فإنني أنا حمارك بنفسه!

وعندما شاهد دهشة القروي بل وصدمته، قال له: لا، لا تندهش؛ فإنني كنتُ ولداً عاقّاً بوالدَيَّ، وقد غضبا عليَّ ذات مرة، فدعوا الله عليَّ أنْ يمسخني حماراً، فمسخني حماراً كما ترى، وكما مسخ اللهُ تعالى بني إسرائيل وغيرهم قردة وخنازير وفِيَلة!!، ثم باعني والدي في السوق، واشتريتني أنت منذ سنين، وأنا في عذاب شديد من ذلك الوقت... ويبدو أنَّ والدَيَّ قد رَضِيا عني قبل ساعة، فدعوا الله، فرجعتُ إنساناً كما ترى...

ثم، ولمزيدٍ من الإيقاع المؤثّر، بكى اللصّ بشدّة، وسقط على الأرض ساجداً سجدةً شكر طويلة!

والغريب، وليس بغريبٍ على الملايين من الناس من شتّى الأديان والمذاهب الذين يمتلكون ذهنية تصديق الكرامات المختلفة، أنَّ القرويَّ، لسذاجته الشديدة، وإذعانه بالكرامات المدعاة من أي شخص كان، صدق القضية تماماً، فبكى حظَّه من جهة، وهنّأ اللصَّ من جهة أخرى على نجاته!!

ثم، بعد أيام، ذهب هذا الشخص البسيط إلى السوق ليشتري حماراً آخر.. فوجد حماره معروضاً للبيع – إذ كان اللصُّ كما سبق قد باعه فور سرقته، والآن عرضه المشتري للبيع -

وعندما شاهده القرويُّ البسيط، جاء إليه، إلى الحمار، وشدّ أذنه، وهمس فيها قائلاً: يا أحمق! يا سفيه! يبدو أنّك عققت والديك مرّةً أخرى، وأغضبتهما من جديد، فدَعَوَا عليك فمُسخت حماراً من جديد!! وإنني لن أشتريك أبداً، لأنهما يمكن أن يرضيا عنك مرة أخرى، فتعود إنساناً!

هذه القصة الرمزية ليست محض خيالٍ للمتعة، بل إنما سيقت لكي تكشف عن واقعٍ مفزعٍ مفجعٍ، أشدّ إيلاماً وأوسع نطاقاً بكثير من هذه القضية الرمزية.

ذلك أنّ أئمّة الضّلال، والسلطات الحاكمة، والمحتالين من شتى الأديان، كانوا ولا زالوا وسيبقون يخدعون الملايين – إن لم يكن مئات الملايين – من الناس، من شتّى الأديان، بالكرامات الزائفة الغريبة؛ (التي لا يقلّ بعضها غرابة عن قصة الحمار الممسوخ، بل ويزيد عليها!) ومع ذلك، كان الناس – ولا زالوا – يُصدّقونها، وكأنّها الشمس في رابعة النهار!

نماذج من الكرامات المزعومة

ولنستعرض ههنا نماذج عابرةً من تلك الكرامات المزعومة، وهي تتوزّع بين ما اختُلِق لأهدافٍ سياسية، وبين ما اختُرِع لغاياتٍ دينية (لإبطال حقٍّ، أو لإحقاقِ باطل، أو لإسقاط إمامِ هُدى، أو لدعم إمامِ ضلال)، وبين ما كان الهدف منه شخصياً تماماً، كاستغفال الناس للحصول على ثروة عريضة.. أو جاهٍ واسع، أو منزلة عظمى، أو غير ذلك.

وسنقتطف ههنا بعض ما نقله العلّامة الأميني في موسوعة الغدير:

(1)

الخمر يتحول خلاً بدعاء خالد!

عن الأعمش، عن خيثمة، قال: أتى خالد بن وليد برجلٍ معه زقُّ خمر، فقال له خالد: ما هذا؟

فقال: عسل.

فقال: اللهمّ اجعله خَلًّا.

فلما رجع إلى أصحابه، قال: جئتكم بخمرٍ لم يُشرب خمرٌ مثلُه.

ثم فتحه، فإذا هو خَلّ.

فقال: أصابته والله دعوة خالد رضي الله عنه!.

وفي لفظٍ: اللهمّ اجعله عسلًا، فصار عسلًا[2]،[3].

(2)

والجيش يعبر دجلة ولا تبتلّ أقدام خيلهم!

- أرسل عمر بن الخطاب جيشًا إلى مدائن كسرى، فلما بلغوا شاطئ الدجلة لم يجدوا سفينة، فقال سعد بن أبي وقاص، وهو أمير السرية، وخالد بن الوليد: يا بحر! إنك تجري بأمر الله، فبحرمة محمد (صلى الله عليه وآله)، وعدل عمر رضي الله عنه!!، إلا ما خَلَّيتنا والعبور، فعبروا هم وخيلهم وجمالهم، فلم تَبْتَلَّ حوافرُها[4].

قال الأميني: ليس في إمكانِ حوافر الخيل والجمال أن تبتل بعد دعاء ذلك الرجل الإلهي العظيم – سعد – المتخلّف عن بيعة الإمام المعصوم، والخارق لإجماع الأمّة، وهي لا تجتمع على الخطأ، ولا سيّما إذا شفعته بزميله خالد بن الوليد: الزاني، الفاتك، الهاتك، صاحب المخازي والمخاريق!

وإلى الغاية، لم يتّضح لنا إنّ الله تعالى، بماذا أبرّ قسم الرجل؟ أبمجموعِ المقسم به، من حرمة محمد وعدل عمر؟ بحيث كان إبرار القسم منبسطًا عليهما معًا على حد سواء.

أم أنّه وليدُ القسم بحرمة محمد (صلى الله عليه وآله) فحسب؟ لِما نرتأيه من عدم قيام وزنٍ لعدل عمر عند من أمعن النظر في أفعاله وتروكه، وقد أسلفنا نبذًا من ذلك في نوادر الأثر، في الجزء السادس[5].

(3)

سحابة ترش قبره فينبت العشب فوراً!

- عن الحسن البصري، قال: مات هرم بن حيان – في خلافة عثمان – في يوم صائف شديد الحر، فلما نفضوا أيديهم عن قبره، جاءت سحابة تسير حتى قامت على قبره، فلم تكن أطول منه ولا أقصر، فرشّته حتى رَوَتْه، ثم انصرفت.

وفي لفظ قتادة: أمطر قبر هرم بن حيان من يومه، وأنبت العُشب من يومه[6].

نحن لا نستعظم هذه الكرامة لهرم بن حيان في مماته، فإنّ بقاءه في بطن أمه أربع سنين[7] أعظمُ وأعجب! سبحان الخالق القادر[8].

(4)

رجل متربع في الهواء وامرأة على لوح مكسور!

- أخرج ابن الجوزي في صفة الصفوة 4: 245، عن حذيفة بن قتادة المرعشي (المتوفى 207)، قال:

قال: كنتُ في المركب، فكسر بنا، فوقعت أنا وامرأة على لوحٍ من ألواح المركب، فمكثنا سبعة أيام، فقالت المرأة: أنا عطشى.

فسألتُ الله تعالى أن يسقينا، فنزلت علينا من السماء سلسلة فيها كوزٌ معلّقٌ فيه ماء، فشربتُ.

فرفعتُ رأسي أنظر إلى السلسلة، فرأيتُ رجلًا في الهواء متربّعًا.

فقلتُ: من أنت؟

قال: من الإنس.

قلتُ: فما الذي بلغك هذه المنزلة؟

قال: آثرت مراد الله عزّ وجلّ على هواي، فأجلسني كما تراني.

وإن تعجب، فعجب من أقوام يقبلون هذا، ويبهظهم حديث البساط لمولانا أمير المؤمنين (عليه السلام)![9].

أقول: الغريب أنّ جاعل الكرامة غفل عن أنّ الإنسان يموت إذا لم يشرب الماء ثلاثة أيام... لكنّ هذه المرأة لم تمت، بل لم تعطش إلا بعد سبعة أيام!

ثمّ الأغرب أنّ حُذيفة ـ جاعل الكرامة لنفسه ـ لم يفهم أنّ الخلوة بالأجنبيّة على لوحة حرام، وأنّه ما دام مُستجاب الدعوة، كان عليه أن يدعو كي توجد لوحةٍ أخرى تنتقل إليها المرأة الأجنبية!

(5)

الجنّية تقول دعني أخنقه لأنه يقول بخلق القرآن!

- أخرج ابن الجوزي في صفة الصفوة 2 : 205، عن أحمد بن نصر الخزاعي[10] أحد أئمة السنة، الإمام الشهير، المتوفى 231، قال: رأيت مصابًا قد وقع، فقرأت في أذنه، فكلمتني الجنية من جوفه: يا أبا عبد الله! بالله دعني أخنقه، فإنّه يقول: القرآن مخلوق!!.

ما ألطفها من دعاية إلى المبدأ الباطل! ولله درّ الجنيّة العالمة، التي بلغ من علمها أنّها قالت بعدم خَلق القرآن.

ونحن نشكر الله سبحانه على إبطال هذه السخافة القديمة على ممرّ الأيام، فلم تجد اليوم جانحًا إليها، ولا محبّذًا إيّاها[11].

(6)

رأسه تتكلم وتتجه ليلاً نحو الكعبة!

- ذكر الخطيب وابن الجوزي بالإسناد، عن إبراهيم بن إسماعيل بن خلف، قال: كان أحمد بن نصر خِلّي، فلما قُتِل في المحنة وصُلِب رأسه، أُخبرت أنّ الرأس يقرأ القرآن، فمضيتُ، فبِتُّ بقُربٍ من الرأس مشرفًا عليه، وكان عنده رجالة وفرسان يحفظونه، فلما هدأت العيون، سمعتُ الرأس يقرأ: (الم. أَحَسِبَ الناسُ أن يُتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يُفتنون) فاقشعرَّ جلدي.

وعن أحمد بن كامل القاضي، عن أبيه، أنّه قال: وُكّل برأس أحمد من يحفظه بعد أن نُصِب برأس الجسر، وإنّ الموكل به ذكر: إنه يراه بالليل يستدير إلى القبلة بوجهه، فيقرأ سورة يس بلسان طلق، وإنه لما أَخبر بذلك، طُلِب، فخاف على نفسه، فهرب.

وعن خلف بن سالم، أنّه قال: عندما قُتل أحمد بن نصر، وقيل له: ألا تسمع ما الناس فيه يا أبا محمد؟

قال: وما ذلك؟

قال: يقولون إن رأس أحمد بن نصر يقرأ القرآن.

قال: كان رأس يحيى بن زكريا يقرأ[12]،[13].

أقول: وهي سرقة مفضوحة لكرامة رأس الإمام الحسين (عليه السلام).

(7)

وأبو حنيفة أعلم من الرسول o!

- عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: إنّ سائر الأنبياء تفتخر بي، وأنا أفتخر بأبي حنيفة، وهو رجل تقي عند ربي، وكأنه جبل من العلم، وكأنه نبيّ من أنبياء بني إسرائيل، فمن أحبّه فقد أحبّني، ومن أبغضه فقد أبغضني.

وعنه (صلى الله عليه وآله): إنّ آدم افتخر بي، وأنا أفتخر برجل من أمتي اسمه نعمان، وكنيته أبو حنيفة، هو سراج أمتي!

أسلفنا الروايتين، مع جملةٍ مما اختلقته يدُ الغلوّ في الفضائل لأبي حنيفة، في الجزء الخامس، ص 239 – 241، وذكرنا هنالك: إنّ أُمّةً من الحنفيّة بلغت مغالاتها فيه حدًّا، ذهبت معه إلى أعلميّته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) في القضاء!

وذكر الحريفيش في الروض الفائق، ص 215: إنّ من ورع أبي حنيفة رضي الله عنه، أنّ شاة سُرقت في عهده، فلم يأكل لحم شاةٍ مدّةً تعيش الشاةُ فيها.

لا أدري لأي خرافة أضحك؟ ألِفخر النبي صلى الله عليه وآله برجل استتيب من الكفر مرتين[14] والنبي مفخرة العالمين جميعا صلى الله عليه وآله وفي أمته من باهى به الله كمولانا أمير المؤمنين عليه السلام ليلة مبيته على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله[15]؟

أم لكون الرجل أعلم من رسول الله صلى الله عليه وآله بالقضاء؟ أنا لا أدري من أين جاء أبو حنيفة بهذا العلم والفقه؟ أهو فقه إسلامي والنبي صلى الله عليه وآله مستقاه ومنبثق أنواره؟

أم هو مما اتخذه من غير المسلمين من رجال كابل أو بابل أو ترمذ[16] فأَحّرِ به أن يضرب عرض الجدار، وأي حاجة للمسلمين إلى فقه غيرهم وقد أنعم الله عليهم بقضاء الاسلام وفقهه؟ وفيهما القول الحاسم وفصل الخطاب.

أم لورع الرجل الموصول بفقهه الناجع في قصة الشاة المسروقة، الذي لا يصادِفُه عليه فيه أيّ فقيهٍ مُتورّع؟! وقد أباح الإسلام أكل لحم الشياه في جميع الأحيان، وفي كلّها أفراد منها مسروقة في الحواضر الإسلامية وأوساطها.

لكن هذا الفقيه لا يعرف عدم تنجّزِ الحكم في الشبهات، إذا كانت غير محصورة خارجًا أكثرُ أطرافها من محلّ الابتلاء، ولعلّه كان يعلم ذلك، لكن عملَه هذا من حيله التي هو أخبر بها عن نفسه[17].

(8)

الحشرات والعقارب تهرب من قبره!

- قال عمر بن علي السرخسي: كنتُ مُراهقًا وقت موت الوخشي[18]، الحافظ أبي علي الحسن بن علي البلخي، فحضرته، فلما وُضِع في القبر سمعنا صيحة، فقيل: خرجت الحشرات من المقبرة، وكان في طرقها، وإذا انحدرت إليه وأبصرت العقارب والخنافس وهي منحدرة في الوادي، والناس ما يتعرضون لها.

ذكره الحافظ الذهبي في تذكرة الحفاظ 3 : 344.

قال الأميني: دع الحشرات تنحدر، وانظر إلى عقل هذا الحافظ، راوي هذه المهزلة، فإنه يخبت إلى مثل هذه الأسطورة، ويراها مدحًا لرجال قومه!

فما بال العقارب والخنافس لم تُغادر مقبرة المدينة الطيبة، وبقيعها الغرقد، ومسجدها الأعظم، ولم تنحدر إلى الوادي؟ وكأنّها أنست بها! غير أنّ حشرات مقبرة الوخشي تفرّ عنه؟!

هذا عقل الذهبي وروايته! وتراه، لما يقف على منقبة من مناقب مولانا أمير المؤمنين، ولم تَرُقْه، ولا يجد في سندها ومتنها غمزًا، يتخلّص منها بقوله: إن في نفسي منها شيئًا. راجع تلخيص المستدرك[19].

(9)

بكى وضحك وشفع للمغنية!

- ذكر السبكي في طبقاته 5 : 51، واليافعي في رياضه ص 96، عن إسماعيل الحضرمي: إنّه مرّ على بعض المقابر في بلاد اليمن، فبكى بكاءً شديدًا، وعلاه حزنٌ وتَرَح، ثمّ ضحك ضحكًا حميدًا، وعلاه في الحال سرورٌ وفرح، فتعجّب الناس الحاضرون هنالك، وسألوه عن ذلك، فقال رضي الله عنه: كُشف لي عن أهل هذه المقبرة، فرأيتُهم يُعذَّبون، فحزنت وبكيت لذلك، ثمّ تضرّعتُ إلى الله سبحانه وتعالى فيهم، فقيل لي: قد شفعناك فيهم.

فقالت صاحبة هذا القبر: وأنا معهم يا فقيه إسماعيل! أنا فلانة المغنية.

فضحكتُ وقلت: وأنتِ معهم.

ثمّ إنّه أرسل إلى الحفّار، وقال: من في هذا القبر القريب العهد؟

قال: فلانة المغنية، التي تشفّع لها الشيخ، نفع الله تعالى بها.

قال الأميني: أنا لا أدري بأيّها أعجب؟ أبدعوى الحضرمي اطّلاعه على عالم البرزخ، وقبول شفاعته في أهل تلك الجبّانة، حتى في المغنّية؟ أم باطّلاع الحفّار على ذلك السرّ المصون؟ أم بوقوف المغنية على تلك الشفاعة، والتشفع في الحين، ومفاوضتها مع الفقيه في أمرها، وهي في قبرها، من دون أيّ سابقة تعارف بينهما؟! وإذا كان الكلّ لم يقع، فلا تمايُز بين الإعدام، وإنّما العجب من بخوع الأعلام بمثل هذه الأوهام![20].

(10)

درّ ثديه باللبن!

- قال اليافعي في مرآة الجنان 4 ص 265: كان عند السيد أبي محمد عبد الله الدلاوي، المتوفى سنة 721 - طفلٌ غابت أمّه عنه، فبكى، فدرَّ ثديُه باللّبن، فأرضع ذلك الطفل حتى سكت.

لستُ أدري: ما قيمة أمثال هذه الكتب التاريخيّة المشحونة بأمثال هذه الأضحوكة، وهي السائرة الدائرة في الملأ العلمي، يُعوَّل عليها ويؤخذ منها؟![21].

(11)

لبن وسمن وعسل!

- ذكر المناوي في طبقاته قال: كان أحمد بن يحيى الشاوي اليمني المتوفى 841 كبير القدر سريًّا، رفيع الذكر سنيًّا، صاحب أحوال وكرامات منها: إنه قصده جمع من الزيدية ممن لا يثبت الكرامات، وقصدوا امتحانه، وكان عنده جبّ فيه ماء، فجعل يغرف منه تارة لبناً، وتارة سمناً، وأخرى عسلاً، وغير ذلك بحسب ما اقترحوا عليه.

ودخل على القاضي عثمان بن محمد الناشري، وقد أرجف بموته، ثم خرج وعاد إليه، وقال لأهله: قد استمهلت له ثلاث سنين، فأقام القاضي بعدها ثلاث سنين لا تزيد ولا تنقص. شذرات الذهب 7 : 240.

قال الأميني: أنا لا أدري إن الشاوي هل رَدَّ أجلاً جاء كما هو ظاهر قوله: وقد أرجف بموته. وفي الذكر الحكيم: إذا جاء أجلُهم لا يستقدمون ساعةً ولا يستأخرون؟ أو أنه موُّه على آل القاضي بأزوف أجله، وأنّه استمهل له إلى منتهى ثلاثة أعوام؟ وحسبه الإفك الشائن عندئذٍ، ومن ذا أعلمه إنه يُرجأ إلى منصرم السنين الثلاث؟ ولعلّ علمه بذلك كان مدخَّرًا في الجبّ الذي كان يغرف منه العسل طورًا، واللبن تارة، والسمن مرة، والماء أخرى، وهذه المخازي خامسة، ولا بأس عليه، فإن البئر بئره والماء ماءُه، يغترف منها ما يشاء.

فإنَّ الماء ماء أبي وجدّي
 

 

وبئري ذو حفرت وذو طويت[22]
 

انتهى ما أردنا نقله من الغدير.. وفي مصادر أخرى:

(12)

شبح ينزل من الجو!

- ومن ذلك - مثلاً - ما يذكرهُ الشعراني في طبقاتهِ - التي تعتبر أصلاً من أصول كتبهم - في معرض ذكرهِ لأحد أوليائهم، فيقول:

... ومنهم أبو محمد عبد الرحمن المغربي القناوي - رضي الله عنه - وهو من أجلاء مشايخ مصر المشهورين، وعظماء العارفين، صاحب الكرامات الخارقة، والأنفاس الصادقة، حُكي أنهُ نزلَ يوماً في حلقة الشيخ شبحٌ من الجو، لا يدري الحاضرين من هو، فأطرق الشيخ ساعة ثم ارتفع الشبح إلى السماء، فسألوا: فقال: هذا مَلَك، وقعت منهُ هفوة، فسقط علينا يستشفع بنا، فقُبِلت شفاعتنا فيه، فارتفع ...!!!

(13)

ويقوم لكلب إجلالاً!

- ومرّ عليه كلب، فقام لهُ إجلالاً!!، فقيل لهُ في ذلك، فقال: رأيتُ في عُنقِهِ خيطاً أزرق من زي الفقراء)) [1/157].

(14)

ويتشكّل بشكل صبي وفيل و...!

وقال أيضاً: ومنهم الشيخ حسين أبو علي رضي الله عنه ورحمه، كان هذا الشيخ - رضي الله عنه - من كُمّل العارفين وأصحاب الدوائر الكبرى، وكان كثير التطورات، تدخل عليه بعض الوقت تجدهُ جُنديا، ثم تدخل عليه فتجدهُ سبعاً، ثم تدخل فتجدهُ فيلاً، ثم تدخل عليه فتجدهُ صبياً، وهكذا، فمكث نحو أربعين سنة في خلوة مسدود بابها، ليس لهُ غير طاقةٍ يدخلُ منها الهواء!!

(15)

ويجرّ المركب بما يستقبح ذكره!

- كان الشيخ عبيد أحد أصحابهِ (وهو الذي مدفون عنده الآن) مثقوب اللسان، لكثرة ما ينطق به من الكلمات التي لا تأويل لها، وأخبرني بعض الثقات أنه كان مع الشيخ عبيد في مركب فوحلت، فلم يستطع أحد أن يزحزحها، فقال الشيخ عبيد: اربطوها في بيضتي [أي في خصيته] بحبل، وأنا أنزل أسحبها، ففعلوا، فسحبها ببيضتهِ، حتى تخلصت من الوحل) [2/87] !!

(16)

والأسماك تزدحم على النهر للترحيب به!

قال أيضاً: وقال الشيخ شرف الدين أبو بكر بن عبد المحسن: كنّا مع السيد أحمد الصيادي، قُدس سره، وكنا كلما مررنا على نهرِ ماء، استقلبه السمك من النهر إلى الشاطئ وازدحم على قدميهِ، وكذلك الدواب، والهوام، والغزلان، في البر الأقفر، حتى إن الحيوانات التي نراها تقف له على حافتي الطريق!!.

(17)

ويحيي الميت!

ومات أحد إخوانه فجأة، فجاءت إليه أم الميت، وهو ساجد في صلاة الضحى فتأخر سجوده، فقالت: وحقك!! لو بقيت إلى يوم القيامة ساجداً لما تركتك إلا بولدي!! فرفع رأسه الشريف باكياً، وإذ بالمريد قد قام حياً!! فسجد شكراً لله على نعمتهِ التي أنعمها عليه.

(18)

ويسجد سنة كاملة!

وذكر المناوي: أنه سجد سجدة واحدة، فامتد سجوده سنة كاملة، ما رفع رأسه حتى نبت العشب على ظهره) [كما في قلادة الجواهر 340] !!

أقول: كيف ترك الصلوات اليومية كلها وهي عمود الدين ولسنة كاملة ومع ذلك هو من الأولياء!

(19)

ودعا الله أن يدخله جهنم فرفض جل وعلا!

ويتحدث محمد عثمان البرهاني في كتابهِ: (تبرئة الذمة في نصح الأمة)!! عن مناقب السيد البدوي فيقول: أنه دعا الله بثلاثِ دعواتٍ، فأجاب الله دعوتين وأبطل الثالثة؛ دعا الله أن يشفّعهُ في كل من زار قبره، فأجابَ الله ذلك، ودعا الله أن يكتب حجة وعمرة لكل من زار قبره، فأجاب الله ذلك، ودعا الله أن يدخله النار، فرفض الله ذلك.

فسألوا البدوي: لمـاذا رفض الله أن يدخلك النار؟ قال: لأني لو دخلتها فتمرغت فيها تصير حشيشاً أخضر، وحقٌّ على الله أن لا يعذّب بها الكافرين) [الصوفية والوجه الآخر 61]!!

ويقول أحد الصوفية الأقطاب: (لولا الحيـاء من الله لبصقتُ على نارهِ فانقلبت جنة) [الصوفية والوجه الآخر 61 ]!!

(20)

ويتخصص في الدعاء للزناة والفواحش!

ومن كراماتهم المزعومة - أيضاً - ما يذكرهُ الشعراني عن أحد أوليائهم فيقول: (... وكان الشيخ علي وحيش - رضي الله عنه - يقيم عندنا في خان بنات الخطا، وكان كل من خرج (أي بعد اقتراف الفاحشة) يقول لهُ: قف حتى أشفع فيك عند الله، قبل أن تخرج، فيشفع فيه).

(21)

وكان إذا رأى شيخ بلد أو غيرهُ، ينزله من على (الحماره) ويقول له: امسك رأسها لي حتى أفعل فيها، فإن أبى شيخ البلدِ، تسمّرَ في الأرضِ لا يستطيع أن يمشي خطوة، وإن سمحَ، حصل لهُ خجل عظيم، والناس يمرون عليه) [الطبقات الكبرى 2/149-150] !!

سوق راكبي أمواج السياسة

لقد كثر الاحتيال في عالم السياسة، وكثر الماكرون من السياسيين، وذلك لأنَّ الإنسان بطبعه ميّالٌ إلى الوصول إلى السلطة بل هو شديد الحرص على ذلك وعلى السيطرة على الآخرين، والتحكُّم في مصائر غيره، والاستحواذ على النفوذ والثَّراء والإعلام والجاه، ولأن الكثيرين منهم يجدون أنَّ الاحتيال يشكِّل أقصر الطرق إلى تَسَنُّم المناصب الرفيعة والمواقع المؤثرة، أو إلى الفوز في الانتخابات.

إضافةً إلى ذلك فإنَّ الإنسان، حتى لو كان صالحاً، فإنَّه كثيراً ما يتغيَّر تماماً بعد وصوله إلى كرسيِّ الرئاسة، سواء في السلطة التنفيذية، أم التشريعية، فهذان هما العاملان الرئيسان اللذان يقفان وراء ظاهرة نكث المرشحين بالوعود الانتخابية إلا القليل ممن عصمه الله تعالى، وهما:

- الاحتيال والكذب عن علمٍ وعمدٍ، بداعي خداع المواطن للوصول إلى قُبَّة البرلمان أو غيرها.

- أو التغيُّر الجوهري الذي تُحدثه السلطة به، فإنَّه حتى لو كان صادقاً في وعوده، إلا أنَّه سرعان ما يتغيَّر بعد أن جلس على الكرسي، فلا يعرف للعهد حرمة، ولا للناس قيمة.

تجربة سجن ستانفورد: أثر السلطة الوهمية الغريب!

وتجربة سجن ستانفورد تعطينا صورة واضحة عن تأثير السلطة المتوهمة في تغيير طباع الناس ومواقفهم فكيف بالسلطة الواقعية؟ وقد نقل التجربة عدد من الباحثين، قال بعضهم: ان تجربة سجن ستانفورد تعدّ واحدة من أشهر وأخطر التجارب في علم النفس الاجتماعي ففي عام 1971م، أراد عالم النفس فيليب زمباردو (1933-2024) أن يدرس كيف تؤثر السلطة والبيئة على سلوك الإنسان، ولذلك جمع 24 طالبًا جامعيًا، واختار عشوائيًّا نصفهم ليكونوا سجناء، والنصف الآخر حراسًا.

في بداية التجربة، كان الموضوع مجرد محاكاة داخل قبو جامعة ستانفورد، ولكن بعد يومين فقط، بدأ الحراس يتصرفون بعنف وقسوة، وبدأ السجناء يظهرون انهيارًا نفسيًّا وخوفًا حقيقيًّا، ومع مضي أيام خرج الوضع عن السيطرة إلى درجة أن بعض الطلاب أصيبوا بصدمة، فاضطر زمباردو لإيقاف التجربة بعد 6 أيام فقط، مع أنها كان من المفترض أن تستمر أسبوعين.

ولقد كانت النتيجة صادمة حقاً.. فإن التجربة أثبتت أن الظروف والسلطة يمكن أن تغيّر شخصية الإنسان بسرعة كبيرة، وتجعل أشخاصًا عاديين يتحولون إلى مسيطرين أو خاضعين بشكل غير متوقَّع.

ومنذ ذلك الحين، أصبحت هذه التجربة مثالًا قويًّا على خطورة غياب الضوابط الأخلاقية والرقابة عند إعطاء السلطة للبشر. – انتهى بتصرف بسيط.

أيها المسؤولون: تجنبوا مظاهر السلطة!

ومن هنا نقول: إنَّ الذين يصلون إلى السلطة يجب عليهم أن يبتعدوا تماماً عن جميع مظاهر السلطة، وعن جميع ألوان الكبكبة والدبدَبة والأبَّهة والعظمة والكبرياء، وهذه بعض مظاهرها:

لا تسكنوا في قصور الظلمة

1- السكن في مساكن الذين ظلموا، قال تعالى: Pوَسَكَنْتُمْ في‏ مَساكِنِ الَّذينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَضَرَبْنا لَكُمُ الْأَمْثالَO[23] فيجب تجنب ذلك تماماً، والغريب أنَّنا نجد حتى الثوريين، والذين نهضوا من بطن الناس عامَّة الناس، يسكنون قصور الحكام السابقين الظلمة وأعوانهم وبلاطهم وقادة أحزابهم، أو في الأبنية الضخمة الفارهة التي بنوها من أموال الشعب.

والحلُّ سهل وبسيط، وهو أن يستمر النائب أو الوزير وأعوانهم في السكن في بيوتهم السابقة، أو أن يسكنوا في بيوت مستأجرة في العاصمة، أو أن تبني لهم الحكومة بيوتاً عادية في المنطقة الخضراء مثلاً ليسكنوها بأُجرة أو بدونها؛ وذلك لأنَّ القصور والعمارات الضخمة الفارهة تشحن القلوب والعقول بالكبرياء والعظمة والتعالي على عامَّة الناس.

ولا تجروا وراءكم موكباً

2- التحرك على شكل موكب مع جماعة تمشي مع المسؤول أو النائب أو تمشي خلفه.. إذ الإنسان ميّالٌ بطبعه إلى الكبرياء، وذلك من أعظم دواعي التعالي..

وفي كلام الإمام أمير المؤمنين درس لكل الساسة والمسؤولين على مرّ التاريخ، حيث إنّه ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: Sخَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) عَلَى أَصْحَابِهِ وَهُوَ رَاكِبٌ، فَمَشَوْا مَعَهُ، فَالْتَفَتَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: لَكُمْ حَاجَةٌ؟ فَقَالُوا: لَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَلَكِنَّا نُحِبُّ أَنْ نَمْشِيَ مَعَكَ.

فَقَالَ لَهُمُ: انْصَرِفُوا، فَإِنْ مَشَى الْمَاشِي مَعَ الرَّاكِبِ مَفْسَدَةٌ لِلرَّاكِبِ، وَمَذَلَّةٌ لِلْمَاشِي.

قَالَ: وَرَكِبَ مَرَّةً أُخْرَى، فَمَشَوْا خَلْفَهُ، فَقَالَ: انْصَرِفُوا، فَإِنَّ خَفْقَ النِّعَالِ خَلْفَ أَعْقَابِ الرِّجَالِ مَفْسَدَةٌ لِقُلُوبِ النَّوْكَىR[24].

ولا تجلسوا خلف مكتب ضخم

3- جلوس المسؤول والمدير وراء مكتب فخم، على كرسي ضخم مميز، أو أن يفصل نفسه عن المراجعين بمسند منفصّل، بل عليه أن يجلس كما يجلس الآخرون، ومثلهم، إذ من سمح له بالتعالي على ناخبيه، وعلى الذين أوصلوه إلى الرئاسة؟.

وأجلسوا في أماكن عامة مفتوحة للناس

4- بل نرى أن من الضروري إحياء سُنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والإمام علي (عليه السلام)، بالجلوس في المسجد، وإدارة شؤون الدولة منه، أو من أي مكانٍ آخر مفتوح لعامة الناس، من حسينية أو ديوانية أو غيرها، فلقد كان المسجد، ولا يزال، مفتوحًا لعامة الناس، ولم تكن فيه أية مظاهر تميّز الرئيس عن مرؤوس، أو الغني عن الفقير...

فالواجب على المسؤولين، بدل أن يجلسوا في قصور أو مكاتب معزولة عن الناس، أن يجلسوا في مكان عام مفتوح، يُتاح فيه لجميع الناس اللقاء بهم على مدار الأيام... فإن فرض تعذر ذلك يوميًا، فليكن على الأقل يومًا في الأسبوع، فلتكن له 6 أيام ولانعزاله وكبريائه، ويومٌ واحد لعامة الشعب!!

حقائق عن الوعود الانتخابية:

هناك دراسة هامة قام بها مجموعة من الباحثين، ونقلها موقع إحدى المجلات العالمية المعتبرة[25]، حيث أجرى خبراء الاقتصاد في جامعتي باث في المملكة المتحدة، وكونزتانز في ألمانيا، تجربة انتخابية في المختبر شارك فيها 308 أشخاص... وصمَّم خبراء الاقتصاد، في إطار الدراسة، تجربةً قائمةً على لعبة افتراضية، كي يختبروا من هو جدير بالثقة، ويراقبوا طريقة تفاعل الأفراد في مواجهة عدد من السيناريوهات الانتخابية المختلفة.

وتضمنت العملية الانتخابية مرحلتين، يقوم المرشحون في أولاهما بالتنافس ضد بعضهم بعضًا، من أجل الفوز بفرصة تمثيل حزبهم، وهو أسلوب شبيه بالانتخابات الأميركية، حيث يختار الحزبان الديمقراطي والجمهوري زعيم كلٍّ منهما[26].

وقد تكشَّفت للباحثين الحقائق التالية:

الذين يَعِدون أكثر يكذبون أكثر!

1-2- إن الذين يقدّمون وعودًا أكثر وأكبر ويقومون باستثمارات أعظم للوصول إلى الفوز، هم الأكثر كذبًا أو نكثًا بوعودهم!.

أقول: لذا يجب الحذر من الذين يقدمون وعودًا ذهبية، ويصوِّرون للناس أن لهم عصًا سحرية تحقق لهم جميع أُمنياتهم أو الكثير من أحلامهم.

(وتسلط النتائج التي توصَّل إليها الباحثون الضوء على أن أولئك الذين حظوا بالفرص الأكبر في اجتياز عملية الانتقاء، بسبب استثماراتهم الكبيرة خلال المرحلة الأولى، هم أكثر من نكثوا بوعودهم عند توليهم مناصبهم).

الذين يحرصون أكثر يكذبون أكثر!

3- إن من يَطمَع أكثر، ويحرص بشكل أكبر على الوصول إلى المواقع والمناصب، وعلى أن يُنتَخب، هو الذي يكذب أكثر (أي بعبارات أخرى: الأكثر توقًا كي يتم اختيارهم، كانوا الأقرب إلى النكث بالوعود التي قطعوها.

وقال كبار الباحثين من قسم الاقتصاد في جامعة باث، الدكتور مايك شنايدر: "تسلط دراستنا الضوء على ما يفسر وجود مرشحين كاذبين في السباق").

أقول: الدراسة وإن كانت في حقل الانتخابات، إلا أنّها تصلح كعِبرةٍ لنا، وإشارة تحذير في جميع مراحل حياتنا.. فكلّما وجد أحدُنا من نفسه حبًّا شديدًا للسلطة أو للمال والثراء، ورغبةً كبيرةً في جمعه، وجب أن يخشى على نفسه من هذا الحبّ أن يُوقِعَه في المعاصي الكبيرة، كالإرشاء، والارتشاء، والرِّبا، والغِش، والتدليس، وغير ذلك.

وكلّما وجد أحدُنا من نفسه حبًّا للشهرة.. وجب عليه أن يحتاط أكثر فأكثر، وأن ينظر إلى كلّ مرتبةٍ من مراتب الشهرة يحصل عليها، في وسائل التواصل أو غيرها، وإلى كلّ موقعٍ يحصل عليه (سواء أكان إدارة مدرسة، أو حسينية، أو مسجد، أم كان رئاسة حزبٍ، أو عشيرةٍ، أو منظمةٍ، أم كان منصبًا في الحكومة)، عليه أن ينظر إليه كما ينظر إلى أفعى سوداء سامة قد تلدغه في كلّ آن.. إذ كم أهلكت الرياسة من أناسٍ، وكم أهلكت الشهرة من أشخاص؟؟.

وهكذا إذا وجد نفسه ينجذب بشدة إلى الجمال، أو إلى المرأة، أو إلى أيّ شيءٍ آخر، ذلك أنّ امتحان الله تعالى للإنسان عسير، وقد غرس في الإنسان حبَّهُ لهذه الأشياء كي يمتحنه بها امتحانًا شديدًا، قال تعالى: Pزُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ مِنَ النِّساءِ وَالْبَنينَ وَالْقَناطيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعامِ وَالْحَرْثِ ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِO[27].

وقال: Pالم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَO[28]

والحاصل: على الإنسان أن يخاف من نفسه أشدَّ الخوف، ويحذرها أشدَّ الحذر، إذ لا يُدخله نار جهنم أحدٌ أبدًا، إلا نفسُه!!

لماذا يتقدم المحتالون على النزيهين في السباق!

4- (وشدد الباحثون على أن الأفراد النزيهين يستثمرون الوقت والموارد كذلك من أجل تولي المناصب، لكنّ ما أظهرته هذه النتائج هو أنهم عاجزون عن استمالة العدد نفسه من الناخبين كمنافسيهم المخادعين)[29].

أقول: وهذا ما يفسر لنا أيضاً لماذا أنه لا يزال الإمام علي (عليه السلام) رغم أنه باب مدينة علم الرسول (صلى الله عليه وآله) مهمشاً في الدول الإسلامية (في الجامعات، والمدارس، والمعاهد... وفي الوزارات، والدوائر، وفي الإذاعات، والتلفزيونات، والجرائد، والمجلات)، بينما في المقابل، تجد اسم فلان وفلان وفلان يملأ الأبواق بأجمعها!

من الحلول: لجان تسجل وعود المرشحين وتلزمهم بها مع عقوبات صارمة

5- والحل، بحسب الباحثين: (ولفت الفريق المسؤول عن الدراسة إلى أن ما قد يساعد على تحسين مستوى الثقة، هو التدقيق في الحقائق بشكل أكثر صرامة، والتزام شفافية أكبر في مسألة تمويل الحملات الانتخابية، وفرض رقابة عامة على الوعود الانتخابية.

كما أوضحوا أن مخططات تقليص دوافع الكذب قد تشمل وضع آليات جديدة تجعل الوعود الانتخابية خلال فترة الحملات مُلزمة.

ووجدوا خلال الدراسة أنه حين تكون المرحلة الأولى من العملية الانتخابية شفافة، تختفي العلاقة بين "حجم الكذب" لدى تولي المرشح المنصب ومدى حماسه لكي يقع الاختيار عليه)[30].

والحاصل: أ- يجب تشكيل لجانٍ خاصة، تُشرف عليها لجنة محايدة أو القضاء النزيه، ترصد وتُسجِّل جميع وعود المرشحين، بل لا تسمح له بإطلاق وعودٍ أكبر من حجمه.

ب- ثم لا بدّ من إقرار قانونٍ يقضي بإلزامية تنفيذ تلك الوعود.

ج- ولا بدّ من لائحة جزائية تفرض فيها عقوبات صارمة على من يُخالف وعوده عندما يصل!.

لماذا يُخلِف المرشحون وعودهم إذا وصلوا؟

ويبدو أنّ الأسباب الأساسية التي تقف وراء كذب الكثيرين في الوعود الانتخابية أحد أمور ثلاثة:

1- فإمّا أنه ينكث الوعد لأنه كان كاذباً بالأساس، ومُحتالاً، ومُدلِّساً، أراد إغراء الناس بالدجل لينتخبوه، فإذا وصل ورأى أمانيه قد تحقّقت، يدوس تحت قدميه كل عهوده، كما فعل معاوية بعهوده للإمام الحسن (عليه السلام).

ولذا ورد في الحديث: Sالْمَكُورُ شَيْطَانٌ فِي صُورَةِ إِنْسَانٍR[31]، وSلَيْسَ مِنَّا مَنْ غَشَّ مُسْلِماً، أَوْ ضَرَّهُ أَوْ مَاكَرَهُR[32].

وقد ورد في الحديث عن الرسول، عن جبرئيل: Sإِنَّ الْمَكْرَ وَالْخَدِيعَةَ فِي النَّارِR[33].

2- وأمّا أنه ينكث الوعد لأنه كان جاهلاً جهلاً مطلقاً بمعنى تلك الوعود، وحجمها، واستحقاقاتها، وما تحتاجه وتتوقف عليه من مقدمات ومقومات، فهو كقائد لمجموعة من الناس، إذا وجد جبلاً اعترض طريقهم، قال لهم: لا تخشوا، فإنني بهذه الإبرة التي بيدي، أو الملعقة، أو الفأس الصغيرة، سأفتّت الجبل كله، وأفتح لكم شارعاً وسطه خلال ساعات!

فإذا كان المرشح جاهلاً كذلك، فإنه من الجور والخيانة أن يرشح نفسه ومن الخطأ المطلق أن ينتخبه الناس.

3- وأمّا أنه ينكث وعده، لا لأنه دجّال كاذب، ومحتال ماكر، أو جاهل ساذج، بل كان صادقاً، وكان عالماً بأبعاد وعوده وقادراً على تنفيذها ولو بجهد جهيد وعناء كبير.. إلّا أنه أخلف وعده، لأن السلطة، بكل بساطة، غيّرته.. وحوّلته من إنسان نزيه إلى عبد للأهواء والشهوات.

نماذج عن الوعود الكاذبة والأحلام الذهبية:

الوعود الخلّابة التي يطلقها الكثير من المرشحين، هذه عيّنة منها:

- الوعود بتعيينات وهمية، ووظائفَ لمئاتِ الألوفِ من الناس.

- الوعود ببناء مستشفيات كافية ومدارس تغطي حاجة الأجيال.

- والوعود بتشغيل المصانع العاطلة.

- والوعود بخفض الضرائب.

- والوعود بمحاربة الفساد الإداري (وتفضيل الأقارب والمحسوبين والموالين في شتّى المناصب على الكفاءات) والفساد المالي، وغير ذلك.

35 ألف مصنع معطل في العراق!!

ولكي نعرف حجم المأساة التي تعانيها بلادُنا، رغم ما حباها الله تعالى به من ثروات طبيعية مذهلة، ورغم أن الوارد من النفط سنويًّا يتراوح حول مائة مليار دولار، وقد يزيد كثيرًا في بعض السنين، علينا أن نلقي نظرة على عدد المصانع المعطّلة في هذا البلد، فبحسب الإحصاءات المعتبرة

ففي إحصائية صدرت قبل أيام، تضمنت أنه يوجد في العراق 67 ألف مصنع مسجل في اتحاد الصناعات، منها 35 ألف مصنع متوقف عن العمل، وحددت أسباب ذلك بأنها تتعلق بقلة الدعم للوقود والطاقة الكهربائية، وفتح الاستيراد للسلع المستوردة التي تحظى بدعم حكومي في بلدانها على مصراعيه، وعدم تأمين القطاع العام لحاجاته من المنتجات الوطنية.

فضلاً عن ذلك، يعاني القطاع الحكومي ذاته من مصاعب جمّة وعسر في تصريف منتجاته، ولا تُطبّق القوانين الصادرة عن الحكومات المتعاقبة بدعمه، وإلزام مؤسسات القطاع العام بالشراء من معامله ومصانعه.

والأمرّ من ذلك، أن معداته بقيت متهالكة، دون تحديث لتواكب التطور الحديث على مختلف الصُعُد...

ورغم الحاجة إلى زيادة الموارد لتمويل المشاريع التنموية، وتعظيم الإيرادات المالية العامة لأجل النهضة الاقتصادية والاجتماعية، وحلّ أزمة البطالة المتفاقمة واتساعها إلى مديات غير مسبوقة، إلا أن الإيرادات تسيطر على نسبة كبيرة منها الأحزاب والميليشيات، كالمنافذ الحدودية والضرائب، وهي عرضة للفساد والتلاعب جهارًا نهارًا.

والأمرّ من ذلك، أنّ البرلمان لم يؤدِّ دوره في تشريع القوانين الاقتصادية التي تُلزم الدولة بتحقيق التنمية المستدامة، وتأهيل المعامل المتوقفة، وحماية إنتاجها من سياسة الإغراق التي تمارسها دول الجوار، وإيقاف تعطيل الصناعة الوطنية، وبالتالي إعاقة الإنتاج المحلي.

وبقي البلد رهين الاقتصاد الريعي، وتشكل الموارد المتأتية من النفط العمود الفقري في الاقتصاد الوطني، حتى إن رواتب العراقيين وتمويل خدماتهم مرتبطةٌ بأسعار النفط، ويتهددها احتمال عدم القدرة على الإيفاء بها إذا ما انخفضت أسعاره في السوق العالمية، وذلك لفقدان التنوع في النشاطات الاقتصادية الصناعية والزراعية[34].

وتلك مأساةٌ حقاً، ويكفي أن نعرف إحدى نتائج عدم تشغيل هذه المصانع المرة هو حرمان الشعب من توفير فرصة عمل لثلاثة ملايين عاطل.

فقد أكّد رئيس مستشاري اتّحاد الصناعات العراقية عقيل رؤوف، أنّه في حال تمّ تذليل المصاعب أمام البرنامج الذي وضعه الاتّحاد من أجل تشغيل المصانع، وإيجاد مصانع جديدة، سيتمّ امتصاص 3 ملايين عاطل عن العمل.

وأشار إلى أنّ هناك 35 ألف مصنع متوقّف في العراق.

وقال: إنّ أسباب توقّف المعامل عديدة، وأحدها عدم دعم المنتجات والمصانع، وتوفير الطاقة الكهربائية والوقود، والشقّ الآخر هو دخول المواد المنافسة)[35].

وفي تقرير آخر: (الادّعاء: 5 آلاف مصنع عراقي متوقّف عن العمل، وإعادة العمل بهذه المصانع سيعمل على سدّ الحاجة بالسوق المحلي، وتوفير كلّ ما يحتاجه من مستلزمات مهمّة.

تصريح القيادي في تحالف... عن عدد المصانع المعطّلة في العراق.

أبرز المعلومات:

- التصريح "غير دقيق"، حيث إنّ عدد المصانع المتوقّفة عن الإنتاج يفوق 20 ألفاً، أمّا المغلقة بشكل نهائي فيتجاوز 40 ألفاً)[36].

الغريب أن الضرائب تصب في جيوب المحتالين الفاسدين!

والغريب أنّ الفساد مستشرٍ إلى هذه الدرجة، إذ تحصل الحكومة والمسؤولون الفاسدون والأحزاب على ضرائب مذهلة من الاستيرادات الضخمة، لذلك تُفضّل فتح باب الاستيراد على مصراعيه، وفي المقابل: أية أموال تحصل عليها من تنشيط مصانع البلد بضخّ أموال النفط وسائر الواردات لتفعيلها؟!

والغريب أنّ المسؤولين إمّا شيعة، أو سُنّة، أو وطنيّون، أو يدّعون الوطنية، فإذا كان شيعيّاً حقاً، فلماذا يتبع معاوية ولا يتبع عليّاً؟ وإذا كان سُنّياً، فهل يرى أنّ عمر كان يسرق ثروات البلاد كما يأكلها هو؟

وإذا كان وطنياً، فكيف يرضى ضميره بسرقة أموال اليتامى والأرامل والفقراء، وتضخيم أرصدته في المصارف المحلية والأجنبية؟! ومن الواضح أنه يوجد هنالك مخلصون نزيهون إلا أن الكلام، طبعاً، في غيرهم.

والأغرب، أنّ بعضهم يشيد ببعض قادته بأنّه يعبد الله كذا، ويصلّي صلاة الليل، و... ويغفل بل يتغافل عمّا قاله الإمام الرضا (عليه السلام): Sوَيْحَكُمْ إِنَّمَا يُرَادُ مِنَ الْإِمَامِ قِسْطُهُ وَعَدْلُهُR[37]

وقال الشاعر:

لا يغرّنّك من المرء قميص رقعةٌ
 

 

ورداء فوق ساق الكعب منه رفعه
 

وعلى جبهته سجّادةٌ قد قلعه
 

 

أره الدرهم تعرف غيه أو ورعه!
 

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين

___________________________________________

[1] سورة ص: 23-24.

[2] تاريخ ابن كثير 7 : 114، الإصابة 1 : 414 .

[3] العلامة الأميني، موسوعة الغدير: ج11 ص108-109.

[4] نزهة المجالس للصفوري 2 : 191 .

[5] العلامة الأميني، موسوعة الغدير: ج11 ص116.

[6] حلية الأولياء 2 : 122، صفة الصفوة 3 : 139، الإصابة 3 : 601 .

[7] راجع تفسير روح البيان 4 : 347 .

[8] العلامة الأميني، موسوعة الغدير: ج11 ص117-118.

[9] العلامة الأميني، موسوعة الغدير: ج11 ص126.

[10]  قتل في خلافة الواثق لامتناعه عن القول بخلق القرآن ونفى التشبيه فعلقت على أذنه رقعة فيها: بسم الله الرحمن الرحيم هذا رأس أحمد بن نصر بن مالك دعاه عبد الله الإمام هارون وهو الواثق بالله أمير المؤمنين إلى القول بخلق القرآن ونفي التشبيه فأبى إلا المعاندة فعجله الله إلى ناره.

[11] العلامة الأميني، موسوعة الغدير: ج11 ص126.

[12] تاريخ بغداد 5 : 179، صفة الصفوة 2 : 205 .

[13] العلامة الأميني، موسوعة الغدير: ج11 ص127.

[14] راجع الجزء الخامس ص 280 ط 2.

[15] أسلفنا حديثه في الجزء الثاني 48 ط 2.

[16] إيعاز إلى محتد أبي حنيفة،، قال الحافظ أبو نعيم الفضل بن دكين وغيره: أصله من كابل.

[17] العلامة الأميني، موسوعة الغدير: ج11 ص127-129

[18] نسبة إلى وخش: قرية من أعمال بلخ.

[19] العلامة الأميني، موسوعة الغدير: ج11 ص181.

[20] العلامة الأميني، موسوعة الغدير: ج11 ص183.

[21] العلامة الأميني، موسوعة الغدير: ج11 ص184.

[22] العلامة الأميني، موسوعة الغدير: ج11 ص184-185.

[23] سورة إبراهيم: 45.

[24] المحاسن، دار الكتب الإسلامية ـ قم: ج2 ص629.

[25] الاندبندتت.

[26] https://www.independentarabia.com

[27] سورة آل عمران: 14.

[28] سورة العنكبوت: 1-3.

[29] https://www.independentarabia.com

[30] https://www.independentarabia.com

[31] غرر الحكم ودرر الكلم: ص78.

[32] عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج2 ص29.

[33] عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج2 ص50.

[34] https://shafaq.com

[35] https://www.wnairaq.com

[36] https://tafnied.com

[37] نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: ص130، وبحار الأنوار: ج10 ص351.

  

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الإثنين 22 ربيع الأول 1447هـ  ||  القرّاء : 35



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net