||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 345- ان الانسان لفي خسر (3) مؤشرات سقوط الإنسان نحو مرتبة البهيمية

 418- فائدة فقهية: بعض أدلة شورى الفقهاء

 476- فائدة اقتصادية: الأراضي والثروات في الأرض لجميع الناس

 138- الفعل مولوي وإرشادي كـ(الأمر)

 الوسطية والاعتدال في الفكر الإسلامي

 89- (المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) مؤسسات المجتمع المدني في منظومة الفكر الإسلامي-2

 225- مباحث الأصول: (القطع) (6)

 386- فائدة أصولية: هل الأصل وحدة المطلوب أو تعدده؟

 235- بناء القادة وتربية الكفاءات النموذجية وأبطال حول امير المؤمنين (عليه السلام) ( صعصعة بن صوحان)

 356-(هُوَ الَّذي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ) (5) معنى التأويل وضوابطه



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23701598

  • التاريخ : 28/03/2024 - 21:23

 
 
  • القسم : البيع (1436-1437هـ) .

        • الموضوع : 48- التحقيق في بيع المعدومات والتوجيهات الثلاث لمحركية الأَعدام .

48- التحقيق في بيع المعدومات والتوجيهات الثلاث لمحركية الأَعدام
الاحد 27 ربيع الثاني 1437هـ



 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
 (48)
هل يصح بيع المعدومات؟
 
وبعبارة أخرى تجمع بين المطلبين التاسع والعاشر: انه كيف يصح بيع أو شراء المعدومات وهل يعقل ان تقع ثمناً أو مثمناً؟، كما في ما سبق من بيع أو شراء الأسهم التي لا غطاء واقعي لها أي التي لم تكن مستندة إلى أمر عيني خارجي ولا مشيرة له ولا هي متجسدة في أمر؟ ومن المعدومات أيضاً: بيع أو شراء الكلي في الذمة؟
 
وجه العدم الاستحالة
 
قد يقال بعدم الامكان، وذلك لما سبق من ان الملكية إضافة قائمة بالطرفين: المالك والمملوك أي العين أو المنفعة المملوكة، والأعدام لا وجود لها فلا يعقل تحقق الإضافة القائمة بها فلا يعقل التبديل والتبادل بينها ومعها وبيعها أو حتى شراؤها([1])، كما لا يصح ان تكون الأعدام علة أو معلولاً أو جزء علة او شرطاً أو معدّاً أو غير ذلك.
 
الأجوبة
 
وقد يجاب، فلسفياً، بالوجوه التالية:
 
التعبير بالمعدوم يرجع لُبّا إلى الموجود
 
الأول: ما ذهب إليه السيد الوالد تبعاً لجمع من المتكلمين والحكماء من ان الأعدام التي وقعت عللاً أو معاليل أو متعلَّقات للبيع أو غيره، ليست إلا عناوين مشيرة إلى وجودات هي العلل أو المعاليل أو المتعلقات أو شبه ذلك.
ففي قولك مثلاً: لم يجئ زيد على الموعد فغضبت، ليست علة الغضب هي عدم المجيء فان العدم عدم لا يؤثر ولا يتأثر، وقولهم الأعدام لها حظ من الوجود يراد به الاعدام المضافة وحظها من الوجود هو الوجود الذهني لا العيني، بل علة الغضب – لدى الدقة والتدبر – هي بقاؤه في مكانه مع انه كان من المقرر ان يكون في الميعاد، والبقاء أمر ثبوتي إيجابي فانه ناشٍ من العلة المبقية وهو الامتداد للموجود بالعلة المحدثة للوجود في المكان.
وكذلك (السكوت) فانه مشير إلى إطباق فمه أو كفّ لسانه مثلاً فيصح شراؤه بان يبيعه سيارته مقابل عدم إحداثه الضوضاء في الدرس أو المنزل أو المحلة مثلاً وعدم إحداث الضجة تعبير سلبي عن أمر وجودي هذا مع قطع النظر عن الإشكال بان مثل السكوت ليس مالاً والبيع مبادلة مال بمالٍ أو تمليك عين بمال، إذ ستأتي مناقشته بوجوه([2]).
وكذا لو باعه سيارته مقابل أن لا يغتابه ولا يتهمه ولا ينمّ عليه مثلاً فان الثمن هو كف نفسه عن الغيبة وهو فوق مجرد إطباق الفم وإن صح هذا أيضاً، وكف النفس أمر وجودي فصح ان يكون ثمناً بل ومثمناً إن لم نشترط في المثمن ان يكون عيناً لولا الإجماع على الاشتراط.
 
المؤثر هو الوجود الذهني لا العيني
 
الثاني: إن العلة والمؤثر ثبوتاً ليس هو عالم العين والوجود العيني بل هو الوجود الذهني والصورة الذهنية وهي أمر وجودي وإن فرضت حاكية عن المعدوم الخارجي.
توضيحه: ان الباعث والمحرك للفرار، أو للمواجهة والتصدي، ليس هو وجود الأسد العيني الخارجي فانه لو لم يعلم به لما بعثه على الفرار، بل هو وجوده الذهني فلو قطع أو ظن بوجوده فرّ وإن كان قطعه أو ظنه غير مطابق للواقع ولو لم يعلم ولم يظن لم يفر وإن كان الأسد موجوداً واقعاً وعلى وشك الهجوم عليه.
والحاصل: ان فرض التفكيك بين الوجودين هو الكاشف عن ان الانبعاث والانزجار هو عن الصورة الذهنية للمخاطِر الخارجية.
وكذلك الحال في الأمر والنهي فان الأمر الصادر من المولى بوجوده الثبوتي الواقعي غير باعث، بل العلم به([3]) أو القطع به([4]) أو الظن فالباعث الزاجر هو الصورة العلمية ليس إلا.
وبه يظهر الحال في المقام فان (الاسهم) مثلاً لها وجود ذهني وإن لم يكن لها وجود عيني، والمدار كما سبق على الذهني دون العيني.
 
متعلق البيع هو الموجود الاعتباري
 
الثالث: ان متعلَّق البيع هو الوجود الاعتباري العقلائي أي الموجود اعتباراً، وليس هو الصورة الذهنية كما قد يكون هو مؤدى الوجه الثاني فيشكل عليه بانه ليس المبيع هو الصورة الذهنية قطعاً فانها غير نافعة ولا هي قابلة للنقل والانتقال بل ليست ثمناً ولا عوضاً ولا ملكاً ولا تجري المعاملة عليها أبداً.
اما الكلي في الذمة وكذا الاسهم فهي موجودات اعتبارية لها وجود في أذهان العقلاء، وكذلك السكوت في المثال السابق أو كف الأذى فان له تقرراً اعتبارياً وقيمة اعتبارية.
 
الوجودات والاعدام ليست عللاً، بل الله تعالى
 
الرابع: ان الوجودات، فكيف بالأعدام، ليست عللاً ولا معاليل بل العلة الحقيقية هي الله تعالى فانه مُجري الأمور عند حدوث أسبابها الظاهرية، فالنار مثلاً ليست هي المحرقة واقعاً بل إرادة الله تعلقت باحتراق الورق مثلاً عند إلقائه في النار ولذا لو لم يرد جل اسمه الاحتراق، كما في نار إبراهيم الخليل، لم يحترق الورق، وكذلك الموت عند قطع الرأس فانه لو لم يشأ البارئ لبقي حياً وإن كان رأسه منفصلاً.
وذلك هو ما يعبر عنه بـ(الموافاة)([5])
ولا يستلزم هذا الرأي الجبر، فان الإنسان يفعل باختياره الأفعال الاختيارية كإلقاء الورق في النار فهذا هو فعلنا وقد أقدرنا الله عليه وأعطانا الحرية في ان نفعل أو لا نفعل، واما فعل الله فهو الإحراق بعد ذلك.
وسيأتي الكلام بإذن الله تعالى حول هذا الوجوه ومدى جدوائيتها في المقام.
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
====================
 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاحد 27 ربيع الثاني 1437هـ  ||  القرّاء : 4142



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net