||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 245- مباحث الاصول: (الحجج والأمارات) (3)

 دراسة في كتاب "نسبية النصوص والمعرفة ... الممكن والممتنع" (5)

 134- فلسفة التفاضل التكويني: 5- علم الله تعالى بالاصلح بحال عباده

 شرعية وقدسية ومحورية النهضة الحسينية

 241- حاكمية عالم الاشياء على الامم المتخلفة ومحورية الرسول (صلى الله عليه وآله) والآل (عليهم السلام) لعوالم الافكار والقيم

 313- (خلق لكم ما في الأرض جميعاً) 1 الأرض للناس لا للحكومات

 هل نحن خلفاء الله في الأرض ؟

 35- فائدة اصولية: استحالة تحقق الشهرة العملية على خلاف القرآن

 442- فائدة أصولية: حجية الإجماع والشهرة في حال الانقلاب

 434- فائدة أصولية: استصحاب العدم الأزلي



 اقتران العلم بالعمل

 متى تصبح الأخلاق سلاحا اجتماعيا للمرأة؟

 الحريات السياسية في النظام الإسلامي

 فنّ التعامل الناجح مع الآخرين



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 85

  • المواضيع : 4431

  • التصفحات : 23698527

  • التاريخ : 28/03/2024 - 13:24

 
 
  • القسم : التزاحم (1440-1441هـ) .

        • الموضوع : 213- السيرة العقلائية والمتشرعية السيرة على الأحكام أو على الحجج؟ السيرة العامة والخاصة .

213- السيرة العقلائية والمتشرعية السيرة على الأحكام أو على الحجج؟ السيرة العامة والخاصة
الاثنين 23 شعبان 1440هـ



 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

(213)

 

السيرة العقلائية والمتشرعية وفروقهما

وتنقسم السيرة بتقسيم آخر إلى السيرة العقلائية والسيرة المتشرعية، والفرق بينهما من وجوه:

الأول: ان النسبة بين السيرتين عموم من وجه؛ إذ تجتمعان في حجية خبر الثقة والظواهر وقول الخبير والإقرار وما أشبه ذلك، وتفترق العقلائية عن المتشرعية في القياس والاستحسان والمصالح المرسلة، وتفترق المتشرعية عن العقلائية فيما جرت سيرتهم عليه من بعض المستحبات كالذهاب للمشاهد المشرفة وصلاة الليل مثلاً. فتامل([1]) وكسيرتهم على المسح ببعض الكف على الرأس أو الرجل.

الثاني: ان السيرة المتشرعية مسبوقة بالإمضاء أو هي وليدة الشارع، اما السيرة العقلائية فهي ملحوقة بالإمضاء على رأي المشهور([2]) وغير محتاجة إليه على المنصور؛ وذلك لأنه لا يعقل جريان سيرة المتشرعة كافة فيما كان من شؤون الشريعة([3]) إلا إذا كان المؤسس لذلك هو الشارع أو كان هو الممضِي.

ويتفرع على هذا الفرق فرق آخر وهو:

الثالث: ان السيرة المتشرعية لا تحتاج في حجيتها إلى كشف نكتتها لأن الفرض ان الشارع هو مؤسسها أو الممضي لها، عكس السيرة العقلائية على المشهور.

وتوضيح رأي المشهور في السيرة العقلائية، بما يوضح الفرقين الأخيرين: ان سيرة العقلاء كما يحتمل فيها ان تكون نابعة من العقل أو من الفطرة يحتمل فيها ان تكون منبعثة عن القوة الغضبية أو الشهوية فلا حجية لها إلا إذا كشفت نكتتها ولذا احتاجت إلى إمضاء([4]) فمثلاً جرت سيرة الاخوة الكبار في كافة الملل والنحل على ضرب اخواتهم أو إخوانهم الصغار ومبعثها القوة الغضبية أو الحسد لا العقل النوري، نعم قد يكون ذلك تأديباً فإذا علمت النكتة وكونها تأديباً لم يكن ذلك كافياً على المشهور بل احتاج إلى الإمضاء، كما جرت سيرة العقلاء عادة على الغيبة وعلى الحسد وشبهها ومنشؤها القوة الشهوية وشبهها وليس العقل فأي حجية لها؟ لذا احتاجت سيرة العقلاء إلى إمضاء الشارع أو إلى كشف نكتتها بل حتى لو كشفت وعادت للعقل فليست بحجة لديهم إلا بالإمضاء نظراً لمجهولية ملاكات الشارع، والاقتضاء أعم من العلّية، وذلك عكس ما نراه إذ الفرض ان المدعى هو ان سيرة العقلاء بما هو عقلاء حجة ولا يعقل ان تكون سيرتهم بما هم عقلاء على أمر إلا إذا كان ناشئاً من العقل([5]) وإلا كان خلفاً، فالحاجة إلى كشف النكتة والإمضاء مستدركة، وقد فصّلنا ذلك في بحث سابق مع الجواب عما يورد عليه.

 

السيرة على الأحكام والسيرة على الطرق والحجج وفرقهما

وتنقسم السيرة بوجه آخر إلى: السيرة على الأحكام والسيرة على الطرق والحجج:

والأولى: كالسيرة على رد الوديعة والسيرة على الحيازة بل وعلى كونها مورثة للملك أو لحق الاختصاص.

والثانية: كالسيرة على التخيير كأصل أولي لدى التعارض فيما استظهرناه من سيرتهم وعلى التساقط فيما ارتآه المشهور؛ ولذا نرى ان اخبار التخيير لدى تعارض الأخبار هي على الأصل الأولي ويراها المشهور أصلاً ثانوياً مخالفاً للاصل الأولي، وكالسيرة على إتباع أخبار الثقات.

والفرق بين السيرتين: ان السيرة على الأحكام ليست حجة إلا فيما كان متعلقها المستقلات العقلية، اما السيرة على الحجج فهي حجة مطلقاً، والسرّ ان ملاكات الأحكام مجهولة لدينا، إلا المستقلات العقلية، فليست حجة إلا لو حظيت بالإمضاء ولو بعدم الردع، اما الطرق العقلائية فان ملاكاتها معلومة للعقلاء فهي حجة مطلقاً، نعم للشارع ان يردع كما فعل بالنسبة إلى القياس وقد فصلنا سابقاً عدم توقف حجية السير العقلائية على الإمضاء وإن كان لو ردع الشارع عنها لسقطت عن الحجية، وأوضحنا وجه التفكيك بين الأمرين.

 

السيرة العامة والسيرة الخاصة

كما تنقسم السيرة إلى السيرة العامة وهي المعهودة، وإلى السِّير الخاصة كسيرة بعض الشعوب أو القبائل أو المذاهب والأديان نظير سيرة العرب والبدو وجملة من الشعوب على إكرام الضيف وسيرة القبائل على إكرام السادة وشبه ذلك، ولا شيء من السِّير الخاصة بحجة عدا السيرة التي كانت بمرأى ومسمع من المعصومين b ولم يردعوا عنها كما لو كانت لقريش سيرة([6]) أو للأوس والخزرج سيرة أو كانت لأهل الكوفة في زمن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام سيرة وهكذا.

 

 

وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

 

 

روي عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال: ((سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه واله وسلم يَقُولُ: أَتَانِي جَبْرَئِيلُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، سَيَكُونُ فِي أُمَّتِكَ فِتْنَةٌ، قُلْتُ فَمَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا؟ فَقَالَ: كِتَابُ اللَّهِ، فِيهِ بَيَانُ مَا قَبْلَكُمْ مِنْ خَيْرٍ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ‏)) (تفسير العياشي: ج1 ص3).

 

 

---------------------------------------------------------

([1]) إذ أصل الذهاب للمشاهد المقدسة لدى كل أمة عليه سيرة العقلاء من كل الأمم، والكلام عن السيرة على زيارة خصوص مشاهدنا المشرفة.

([2]) أي كلما لم يرد ردع من الشارع أو لم يحرز – على الرأيين –.

([3]) إذا لم يكن عليه بناء العقلاء فانه لعل سيرتهم ناشئة من ذلك حينئذٍ، بل هو الظاهر.

([4]) بل حتى مع كشف نكتتها، تحتاج للإمضاء ولو بعدم الردع، لدى المشهور، فتأمل.

([5]) أي المستقل.

([6]) ولعل من سيرتهم (دار الندوة) والتشاور أو الشورى فيها، ومنها القرعة وغير ذلك.

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاثنين 23 شعبان 1440هـ  ||  القرّاء : 4164



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net